ماذا يحدث في اسعار خامات البلاستيك
في ظل موجات الارتفاعات الهائلة لأغلب اسعار خامات البلاستيك ، كانت الحيرة لدي أصحاب المصانع وتساؤلهم عن أسباب هذا الارتفاع وشكوكهم في إحتمال وجود مضاربات بالسوق السوداء من قبل مستوردين خامات البلاستيك وتجار خامات البلاستيك ليصل الأمر الي إتهام الحكومة بالتقصير في مراقبة اسعار خامات البلاستيك فى السوق الداخلي ، مما دفعنا في شركة الصفوة الي محاولة توضيح الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع المتواصل فى اسعار خامات البلاستيك ايماناً منا بالدور الملقي علي عاتق مستوردين خامات البلاستيك في تحمل مسئوليتهم في ظل هذه الأزمة العنيفة ، وإيماناً منا أيضاً ان المستورد والتاجر من جهه ورجال الصناعة من جهه أخري هم جناحي الصناعة وكل منهما لهما دوراً مكملاً لنجاح هذه المنظومة.
كما هو متعارف عليه في سوق صناعة البلاستيك أن اسعار خامات البلاستيك يتم إعادة تقييمها وتسعيرها إما شهرياً كما هو الحال في دول الخليج ومصر واغلب الشرق الاوسط وإما إسبوعياً كما هو الحال في أغلب دول شرق آسيا ،
والكل يعلم أن في الربع الثالث من سنة 2019 دخل الاقتصاد العالمي في موجة ركود عالمي عنيفه أخذت في التصاعد الي أن وصلت زروتها بالتزامن مع أحداث فيروس كورونا المستجد وما صاحبه من إغلاق شبه كامل لكل دول العالم وإتباع إجراءات إحترازية غير مسبوقة ظلت مستمرة الي الربع الثاني من سنة 2020 وكانت تلك الأسباب كفيله بأن تهوي بأغلب اسعار خامات البلاستيك الي مستويات أقل من الحد الأدني لها حيث وصلت أسعار خامات البولي إثيلين مثلاً الي ما يقرب من 650 دولار للطن تسليم ميناء المستورد و اسعار خامات البولي بروبلين الي 750 دولار ، وكذلك إنخفاض أسعار برميل البترول أقل من 20 دولار الي ان وصل سعر برميل البترول في وقت من الاوقات بدون مقابل ليتطور الوضع ليكون قيمته بالسالب وصل الي سالب 30 دولار للبرميل وكان ذلك بمثابة حدث تاريخي استثنائي في تلك الأيام ايضاً لايخفي علي أحد كم الخسائر التي تعرضت لها شركات البتروكيماويات المنتجة لخامات البلاستيك وايضاً مستوردين خامات البلاستيك والتجار أثناء فترة الركود العالمي وجائحة كورونا أثناء الموجه الأولي .
في بداية الربع الثاني من سنة 2020 بدأ تخفيف إلاجراءات الاحترازية في كل دول العالم مما ساهم في حدوث زيادة هائله في الطلب علي خامات البلاستيك .
كان لزيادة الطلب المتزايد علي سوق خامات البلاستيك خاصةً في الدول الصناعية الكبري (امريكا – الصين – اوروبا – اغلب دول شرق اسيا) مما دفع شركات البتروكيماويات الي تخفيض الإنتاج وزيادة الاسعار بشكل متواصل الي ان اصبح هذا الإجراء المتبع من كل شركات البتروكيماويات في كل دول العالم مما نتج عنه معدلات طلب غير مسبوقه عالمياً مما ادي الي إشتعال اسعار خامات البلاستيك في العالم كله بشكل جنوني واصبح الإقبال علي الطلب بأي كمية وبأي سعر لسد العجز في الكميات ، أدي ذلك ايضاً الي إرتفاع متزايد في اسعار الشحن البحري وصل الي زيادة بمعدل 500% وتأخر رهيب في مواعيد التسليم وصلت لشهرين وثلاثة اشهر في التأخير مما ساهم في ندرة المعروض من المواد الخام ومن ثم زيادة إضافية في الاسعار العالمية والمحلية للمواد الخام ، ايضاً بدأت اسعار البترول والغاز في التعافي الي ان وصلت لاعلي مستوياتها منذ اكثر من 4 سنوات ليصل برميل البترول الي مايقارب ال70 دولار مما ساهم في ارتفاع اّخر في اسعار كل مستلزمات الانتاج المرتبطة بالبترول والغاز.
جاء إعصار ولاية تكساس بالولايات المتحدة الذي أدي الي حدوث شلل في مصانع البتروكيماويات بأكملها داخل الولايات المتحدة الي تفاقم الأزمة عالمياً في الكميات المعروضة من خامات البلاستيك حتي وصلت أسعار البولي بروبلين علي سبيل المثال داخل الولايات المتحدة الي 3000 دولار والبولي اثيلين الي 2300 دولار ، كل ذلك دفع الولايات المتحدة للإقبال علي شراء اي كمية من خامات البلاستيك بأي سعر من دول الخليج وشرق اسيا الأمر الذي جعل مصانع البتروكيماويات وعلي رأسهم شركة سابك في تعديل الاسعار بزيادات عنيفة وصلت ل600 دولار في أول شهر مارس من 2021 ثم بعد اسبوع فقط قامت بتعديل اّخر وصل ل400 دولار ثم بعد أقل من 3 أيام قامت بتعديل السعر بزيادة 200 دولار ليصل سعر الخام من البولي بروبلين الي 2700 دولار ، يجب ان نقر ونعترف أن تعديل اسعار خامات البلاستيك 3 مرات في أقل من 12 يوم في شهر مارس من أكبر شركة بتروكيماويات في العالم كان مؤشر قوي لوجود أزمة عنيفة في سوق خامات البلاستيك .
من كل ما سبق نستطيع أن نلخص أسباب إرتفاع اسعار خامات البلاستيك في الفترة الأخيرة:
1- تخفيض الإنتاج ورفع الاسعار عالمياً من شركات البتروكيماويات .
2- إعصار ولاية تكساس وتوقف كل مصانع البتروكيماويات بالولايات المتحدة.
3- معدلات الطلب الغير مسبوقة بأي سعر من الدول الصناعية الكبري.
4- إرتفاع اسعار الشحن البحري لمستويات قياسية لم تحدث من قبل ، والتأخير في مواعيد التسليم.
5- إتجاه أغلب شركات البتروكيماويات المصرية الي تصدير أغلب طاقتها الانتاجية للخارج للإستفادة من الأسعار المرتفعة بالخارج .
وفى النهاية نأمل أن نكون قد استطعنا إلقاء الضوء جزء كبير من أسباب إرتفاع اسعار خامات البلاستيك في الفترة الأخيرة داخل وخارج مصر.
تابعونا في المقال القادم وفيه نقدم لعملائنا وكل المهتمين بمجال البلاستيك اهم الاجراءات التي يجب ان يتبعها اصحاب المصانع وكذلك السادة التجار في الفترة الحالية والمقبلة لمحاولة تفادي اّثار هذة الأزمة العنيفة التي تعصف بجزء مهم من الصناعة والخروج منها بأقل الخسائر.
ويسعدنا متابعتكم لنا في كل ما هو جديد لدينا من خلال موقع الشركة علي الويب سايت الخاص بنا
او من خلال صفحة الفيس بوك.
( مع الصفوة أنت من الصفوة )